علاقة لفتت نظر الكثيرين من حولي تلك التي تجمع بيني وبين المرأة التي لولا وجودها في حياتي لأمضيت الحياة بحثاً عنها لتكون هي أمي. صدق القائل أن وراء كل رجلٍ عظيم إمرأة، و أنا هنا لا أدعي العظمة بل أجزم أن لي أماً قادرة على إنتاج جيل كامل من العظماء.
إجابة واحدة تلك التي لم تفارق لساني يوماً، عندما أُسأل عن سر تلك العلاقة الغريبه التي تجعل معظم الناس من حولي يعلمون انني إن حلفت بحياتها، فهو يمين لا كفارة له ولا رجعة فيه. إجابة لا تحتاج للتأويل أو التفكير، واضحة وضوح الشمس؛ لأكثر من 27 عاماً، سبقتها تسعة أشهر، هي امرأة واحدة التي جعلت مني ما أن عليه. هي التي جعلتني أعمل وأفخر بنفسي وبها، هي التي لو قامت الدنيا ولم تقعد، لا يهزها سوى أن تراني أنا أو أحداً من اخوتي مهزوزاً. هي التي وضعت على عاتقي أكبر هموم الدنيا؛ همّ أن تبقى فخورة بي أينما ذهبت وكيفما تحدثت، همّ أن تبقى سعيدة و أن لا يغمض لها جفن إلا إذا كانت على أسعد ما يكون، هذا الهمّ الذي ما هو إلا مصدر لسعادة ما مثلها سعادة.
هي “انتصار” وحدها بعطفها وحنانها علمتني أن جمال هذه الدنيا في أشياء لا نراها بل نحسها، هي التي جعلتني أنظر للدنيا من منظور آخر، هي التي جعلتني أحس بغيري قبل أن أحس بنفسي، فكيف لا وهي التي جعلت نفسها في آخر اولوياتها وأرسلت لي رسالة ضمنية تقول لي وبكل صراحة، إن مصدر السعادة هو عالم جميل تبنيه بنفسك ولكن ليس فقط لنفسك.
لي أسبابي التي تجعلني أؤمن أن المرأة قادرةٌ على فعل العجائب، فأمثلتي كثيرة ولكن برهاني واحد… برهاني هو أمي.